السبت، 18 يونيو 2011

رجب في المركز الاول .. محمود و بشار مفصولان من المدرسة

رجب ومحمود وبشار ثلاثة إخوة يعيشان في قرية صغيرة، يشتهر عنهم دعمهم لأخ صغير بالمال والدواء والسلاح في مواجهة ابن العم الذي لطالما أبرح الأخ الصغير ضربًا وظلمًا.
يدرس الاخوة الثلاثة (رجب ومحمود وبشار) في نفس الصف الدراسي ويذهبون إلى مدرسة القرية والتي تسمى مدرسة الديمقراطية.
رجب يشتهر عنه حضوره الملتزم في دروسه وخاصة دروس الديمقراطية، أما محمود وبشار فكانوا دائمي الغياب عن تلك الدروس غير مبالين بتلك المواد وغير مكترثين بامتحانات آخر العام، ولطالما نصحا بمذاكرة الدروس حتى يحصلون على النجاح والرضا من أهل القرية.
وتمر الأيام والليالي وتأتي ليلة الامتحان .. رجب يراجع ما ذاكره طيلة السنة الدراسية .. أما محمود وبشار فقد انشغلا بأمور غامضة ومريبة.
وفي صباح اليوم التالي ، يستيقظ الأخوة الثلاثة على صوت المنبه معلنا السابعة صباحًا، يتجهز الأخوة للذهاب للامتحان .
وفي الطريق للامتحان .. رجب يمشي بكل ثقة ، محمود وبشار يتبادلان فيما بينهما حديثًا سريًا كما لو كانوا يخفون أمرًا، ويصل الثلاثة إلى المدرسة ويجلس كل منهم في مكانه المخصص.
تدق الثامنة صباحًا ويتيسلم الطلبة أوراق الأسئلة والإجابات.
ويشرع طلبة مدرسة الديمقراطية بقراءة الاسئلة، وعن حال رجب فقد قام بقراءة الأسئلة بسهولة تامة وتظهر عليه علامات الفهم والثقة واليقين ، يتناول قلمه ويبدأ في كتابة إجاباته الواثقة تساعده كافة الوسائل من قلمه وورقته التي ظهرت وكأنما ترحب بذلك الطالب المجتهد.
أما عن حال محمود وبشار فبمجرد تسلمهم ورقة الاسئلة ظهرت علامات الاستغراب والقلق وبعد فترة التقطا أقلامهما للإجابة عن الأسئلة ولكن إجاباتهم كانت مهزوزة لم يساعدهما أي قلم ولم ترحب بهما أي ورقة.
وبعد مرور أسبوع على نهاية الامتحان تظهر النتيجة، وإذ ب"رجب" يحرز المركز الأول وبالطبع كان ذلك متوقعًا وهللت القرية جميعها لحصوله على الصدارة .. ولكن الغريب في الامر أن محمود وبشار قد أحرزا المركزين الثاني والثالث على الرغم من سوء مستواهما في مدرسة الديمقراطية.
بعد انتهاء الاحتفال الخاص برجب انتبه أهل القرية للنجاح الغريب الذي حققه محمود وبشار فاجتمع العامة قبل النخبة من أهل القرية وحددوا موعدًا لمناقشة هذا الأمر .. وبالفعل اجتمعوا في الميدان المقابل لمدرسة الديمقراطية وناقشوا ذلك الامر الغريب واستقروا على أن يعتصموا في الميدان حتى يتم تصحيح الخطأ .. وكان هتافهم "الشعب يريد تصحيح الأوراق" وبالفعل وبعد أيام طوال من الاعتصام وافقت المدرسة على إعادة تصحيح الأوراق.
صححت الأوراق جميعًا مرة أخرى وكانت النتيجة:
رجب طيب أردوغان في المركز الأول.
محمود أحمدي نجاد - بشار حافظ الأسد مفصولان من المدرسة بعد أن اكتشف رشوتهما للمصححين لكي يزوروا نتيجتهم في الامتحان ويعطوهم أعلى الأصوات عفوا الدرجات.
ذيلت مدرسة الديمقراطية أوراق النتيجة برسالة للأخوة الثلاثة:
رجب: أكمل سيرك على هذا الدرب .. دعم أخيك الصغير واجتهد في استذكارك لدروسك في مدرستنا مدرسة الديمقراطية.
محمود وبشار : لقد أفسدتما ما فعلتماه من مساندة لأخيكم الصغير بما اقترفتموه من تزوير وخيانة للأمانة.

هناك تعليقان (2):

  1. أكثر من رائعه يا دكتور نصر
    لطالما أعجبت بأسلوب التوريه والكنايه
    وفقك الله إلي الخير دائماً

    ردحذف
  2. جزاك الله خيرًا ... يا دكتور محمد

    ردحذف